السؤال الأول :
حضرة الشيخ / خليفة العروسي الهلالي
هل يمكن التعريف بقبيلتكم ؟؟
وماهي التحديات التي تواجها في الوقت الحالي ؟؟
الجواب :
قبيلة بني هلال في مصر العربية غنية عن التعريف
ولها تاريخ حضاري وعائلي عريق
حيث تمثل قبيلة بني هلال إحدى أبرز القبائل العربية الأصيلة التي تركت بصمة حضارية واجتماعية في مصر. بعد انتقالها من شبه الجزيرة العربية إلى بلبيس في محافظة الشرقية ثم إلى مركز المراغة بمحافظة سوهاج، شهدت القبيلة انتشاراً واسعاً في مختلف أرجاء مصر. وقد تفرعت عائلات بني هلال لتستقر في العديد من المحافظات، مثل الأقصر، أسوان، أسيوط، الجيزة، الشرقية، البحيرة، وكفر هلال في المنوفية، بالإضافة إلى بني سويف، الفيوم، المنيا، ودمياط.
وترجع عائلتي إلى مركز المراغة
قرية بنى هلال :
وبها عائلات (اليمانية – الجبالية – السوالم – الدريزات -العوامر – البيض – البكايرة – الصماصمة – الزهارنة – الرضاونة – عطاالله – عبدالخالق – أبوعلى – الزقيمات – الشرفة الشرقيين – العصية – الشوش – حجازى- الشلبيات- القور- الهنادى – الفحاحرة – العادلى – العبيدات – المرايرة – العرارمه ،الحميدات،العقاليه
التحديات :
تواجه قبيلة بني هلال في الوقت الراهن عدة تحديات بارزة، يأتي في مقدمتها صعوبة لمّ شمل أفراد القبيلة والتواصل الفعّال بين فروعها المنتشرة في بلدان عربية عديدة. هذا التباعد الجغرافي نتيجة الانتشار الواسع للقبيلة عبر مناطق مختلفة يزيد من صعوبة التنسيق وتوحيد الجهود، ما يشكل تحدياً أمام الحفاظ على الإرث التاريخي والثقافي المشترك وتعزيز الروابط القبلية.
إلى جانب صعوبة لمّ شمل القبيلة والتواصل بين فروعها المتباعدة، تواجه قبيلة بني هلال تحديات إضافية
أبرزها:
1. الحفاظ على الهوية والتراث:
مع تعاقب الأجيال والتأثير المتزايد للعولمة، يُخشى أن تفقد بعض الفروع الجوانب الأساسية من تراثها وعاداتها وتقاليدها التي تميز القبيلة، مما يتطلب جهوداً مضاعفة للحفاظ على الهوية الهلالية عبر الأجيال.
2. تأمين فرص اقتصادية وتعليمية لأبناء القبيلة:
مع انتشار فروع القبيلة في بلدان متعددة، تختلف الفرص الاقتصادية والتعليمية المتاحة لأبنائها حسب الظروف المحلية لكل دولة، مما يؤثر على تنمية الكفاءات والقدرات بين أفراد القبيلة.
3. تحديات التنسيق وتنظيم الفعاليات المشتركة:
نتيجة لانتشار القبيلة على مساحات جغرافية واسعة، تواجه صعوبة في تنظيم فعاليات تجمع أبناءها، مثل الاجتماعات والملتقيات القبلية، التي تعزز الوحدة والتواصل وتعمل على مناقشة القضايا المشتركة.
4. الحفاظ على اللهجات البدوية الأصيلة:
اللهجات التي تميز القبيلة قد تتعرض للتغير أو الاندثار في بعض الفروع، خاصة مع انتقال أفراد القبيلة إلى المدن أو العيش في مجتمعات متنوعة ثقافياً، مما يتطلب جهوداً لحماية اللهجات والتقاليد اللغوية المميزة.
هذه التحديات تتطلب مبادرات واعية من أفراد القبيلة للحفاظ على هويتهم التاريخية وتعزيز روابطهم المشتركة، بما يسهم في صون الإرث الثقافي والحضاري لبني هلال.
السؤال الثاني :
ما دور المشيخة في حياة القبيلة اليومية ؟
وكيف يتم اختيار شيخ القبيلة لديكم بالوراثة أم بالانتخاب ؟ وماهي مهامه الرئيسية ؟
الجواب :
للمشيخة دور محوري في حياة قبيلة بني هلال اليومية، حيث تمثل القيادة التي تُوجّه وتدير شؤون القبيلة وتُحافظ على تماسكها ووحدتها. دور شيخ القبيلة يركز على تقديم التوجيه والحكمة لأفراد القبيلة، وإدارة النزاعات الداخلية، وحماية مصالح القبيلة والعمل على تعزيز روابطها الاجتماعية. كما يعتبر شيخ القبيلة رمزاً للقيم والأعراف المتوارثة، ومسؤولاً عن الحفاظ على تقاليد القبيلة وتراثها.
آلية إختيار شيخ القبيلة:
يختلف إختيار شيخ القبيلة من قبيلة لأخرى، ووفق تقاليد بني هلال يتم الاختيار بناءً على أحد النظامين:
• الوراثة:
• في بعض فروع القبيلة، يتم اختيار الشيخ بناءً على الوراثة في عائلة معينة، حيث يُعتبر الأبناء والأحفاد الورثة الطبيعيين للمشيخة، وذلك لضمان استمرارية القيادة من العائلات التي تُعرف بخبرتها وحكمتها.
• الانتخاب:
في حالات أخرى، يتم إختيار الشيخ من خلال توافق كبار القبيلة وأعيانها، بحيث يختارون الأنسب من حيث الحكمة، والعدل، والقدرة على تحمل المسؤولية، وغالباً ما يكون هذا الشخص من عائلة عريقة في القيادة.
المهام الرئيسية لشيخ القبيلة:
1. إدارة النزاعات
وحل الخلافات:
يقوم الشيخ بدور القاضي، حيث يسعى لحل النزاعات الداخلية بين أفراد القبيلة وأحيانًا مع القبائل الأخرى بالعدل والإنصاف، وذلك بما يتماشى مع الأعراف القبلية.
2. تمثيل القبيلة:
يتولى الشيخ تمثيل القبيلة أمام الجهات الخارجية، سواء كانت السلطات الحكومية أو القبائل الأخرى، ما يعزز دور القبيلة ومكانتها الاجتماعية والسياسية.
3. الحفاظ على
التراث والعادات:
الشيخ هو حامي التراث، ويحرص على نقل عادات القبيلة وتقاليدها للأجيال الجديدة، وتشجيعهم على الحفاظ على الهوية الثقافية للقبيلة.
4. التوجيه الاجتماعي
والأخلاقي:
يقدم الشيخ التوجيه والنصح لأفراد القبيلة في مختلف القضايا الحياتية، بما يعزز وحدة القبيلة وتضامنها.
5. التنسيق الاجتماعي:
يشرف الشيخ على تنظيم الفعاليات والاجتماعات القبلية، التي تتيح لأفراد القبيلة التواصل وتعزيز أواصر الأخوة، إضافة إلى تنظيم المناسبات الاجتماعية والاحتفالات.
بالتالي، يُعتبر شيخ القبيلة دعامة أساسية في حياة القبيلة اليومية، حيث يجمع بين القيادة الروحية والاجتماعية، ويعمل على خدمة القبيلة وأفرادها بفضل دوره القيادي الموروث أو المكتسب.
السؤال الثالث :
لقد ذكرتم سابقاً أن للبقية تقاليد وعادات وقيم راسخة .
هل من الممكن أن تشرح لنا بعض الأمثلة على هذة التقاليد والاحتفالات المييزة لديكم ؟
الجواب :
قبائل بني هلال تمتاز بتقاليد وعادات عريقة متوارثة، تشكل جزاءً أصيلاً من هويتها الثقافية وتعبّر عن قيم المجتمع البدوي الأصيل. ومن أهم هذه التقاليد:
1. إكرام الضيف:
يُعتبر الكرم وحسن الضيافة قيمة أساسيةً في بني هلال، حيث يستقبلون الضيوف بحفاوة، ويعدّون لهم الطعام والقهوة العربية، ويُنظر إلى الكرم كواجب وشرف.
2. مساندة المظلوم وإغاثة الملهوف:
تُعرف القبيلة بوقوفها إلى جانب المظلوم وإغاثة الملهوف، ودعم أفرادها وجيرانها في أوقات الشدائد. يُعدّ ذلك تجسيداً لروح التضامن والنصرة، مما يعزز قيم العدالة والشهامة.
3. إجراء المصالحات:
المصالحة وحل النزاعات من التقاليد الراسخة، حيث يتدخل شيوخ القبيلة وأهل الحكمة في حل الخلافات وتحقيق الصلح بين الأطراف، مما يرسخ التلاحم الاجتماعي ويعزز السلم بين الأفراد.
4. الأعراس والمناسبات:
تحتفل القبيلة بحفلات الزواج كمناسبات كبرى تمتد لأيام، وتتضمن عروضاً تقليدية مثل الرقص بالسيف والرقصات البدوية، بالإضافة إلى الإنشاد والشعر، الذي يمجد العائلة والعروسين ويعبر عن الفخر والتقدير.
5. الشعر والأدب:
للشعر النبطي مكانة مرموقة، ويُستخدم في المناسبات الخاصة والعامة للتعبير عن الفخر وتوثيق الأحداث، ومن أشهر الأمثلة “تغريبة بني هلال” التي تسرد ملاحم هجرتهم وتاريخهم.
6. الاحتفالات الموسمية والدينية: يحتفلون بالمناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى بصورة جماعية، تشمل الأهازيج والرقصات الشعبية، مما يعكس البهجة والاحتفاء بتلك المناسبات.
7. الممارسات الزراعية: يرتبط أفراد القبيلة بالفلاحة وتربية الماشية، ويعقدون احتفالات خاصة خلال مواسم الحصاد، تجمع أفراد القبيلة لمشاركة العمل والفرح بالنتاج.
8. الزي التقليدي:
يشكّل الزي الهلالي التقليدي جزءاً مهمًا من الهوية، حيث يرتدي الرجال والنساء الملابس المطرزة والمميزة، ويرتدونها بفخر في المناسبات والأعياد.
عند نشوب نزاع مع قبيلة أخرى، تتجسد روح التضامن القوية لدى القبيلة، إذ تُضرب الطبول وتُرفع الرايات بعد صلاة الفجر، إشارةً للتجمع والاستعداد للدفاع عن عرين القبيلة. عندها، يتناسى أبناء بني هلال خلافاتهم الداخلية، ويضعون أي مشاحنات جانباً، متحدين لحماية أرضهم وشرفهم، مما يجسد وحدة الصف وقوة الروابط بين أفراد القبيلة.
تجسد هذه التقاليد عمق الهوية والثقافة لدى قبائل بني هلال، حيث تعزز الروابط الاجتماعية، وترسخ القيم البدوية الأصيلة مثل نصرة الحق والشهامة وإغاثة الملهوف، مما يضمن إستمرار هذه العادات وتوريثها للأجيال المقبلة.
سعدنا بلقاءكم
حضرة الشيخ الشهم الكريم
على أمل ترتيب لقاء جديد يتم فيه تسليط الضوء على زواياء آخرى من تاريخ قبيلتكم ودورها الحضاري والاخلاقي في تقدم وأزدهار مصر حصن العروبة ومجدها الخالد والمتجدد
قبيلة بني هلال :
قبيلة عربية عريقة ذُكرت في العديد من نقوش المسند السبئي، ومنها النقش ( 497 Ja ) وكذلك النقش (Ja 642 ) - MaMB 260) المؤرخ بالقرن الأول الميلادي، والذي تم اكتشافه في معبد أوام بمأرب.
يشير النقش إلى تقديم بني هلال تمثالًا للإله السبئي “المقه” تعبيراً عن شكرهم لشفاء أحد أفرادهم من مرض، بعد وصوله مأرب، ودعاءً بحمايتهم من النكبات ونيلهم الذرية الصالحة.
النقش يؤكد مكانة بني هلال في عهد الملك كرب إل بين ملك سبأ وذي ريدان، ويُبرز دورهم المؤثر منذ ما قبل الميلاد.
*محتوى النقش:
حرب ينهب و ....... عر بني هلال ..... بني ذي غيمان ، اهدوا المقه ثهوان رب أوام تمثال حمداً لما حمى حرب من مرض ألمَّ به (عندما) وصل مدينة مأرب بشهر ذو إيل إلة، ولكي يسعدهم المقه برضى سيدهم كرب إل بين ملك سبأ وذي ريدان بن ذمار علي ذرح، ولكي يدم إلمقة بحماية عبيده بني هلال من بأس ونكاية الاعداء، وليستمر بعونهم المقه وبمنحهم أولاداً ذكور أصحاء كما وعدهم - أمرهم بوحيه وليسعدهم المقه رضى أمرائهم بني ذي غيمان.
*وقد عُثر عليه في معبد اوام
الفترة القرن الاول الميلادي
عهد الملك كرب ايل بين ملك سبأ وذي ريدان
*هذه القبيلة تعود لما قبل الميلاد بقرون من الزمن ولكن ذكرت في هذا النقش كقبيلة مهمه في القرن الاول الميلادي بمملكة سبأ وذي ريدان
مما يؤكد أهميتها آنذاك.
*النقوش تشير إلى دورها كمجموعة مؤثرة في مملكة سبأ وذي ريدان، حيث طلبت البركة والحماية من المقه، إله السبئيين.
*موطن القبيلة الأصلي هو وادي مرخة بشبوة، وهو منطقة تقع بين وادي بيحان وعتق، ووادي مرخة وادي منبسط يفضي إلى صحراء الربع الخالي، وتحتفظ القبيلة بآثارها هناك حتى اليوم.
*توسع أبناؤها تدريجيًا في أرضهم المفتوحة شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً في أصقاع الجزيرة العربية وأقاليمها المختلفة ومنها هضبة نجد وصولًا إلى الشام، العراق، مصر، وشمال إفريقيا، مدفوعين بظروف بيئية واجتماعية واقتصادية، وأحياناً سياسية صعبة، كقيام ملك سبأ بتكلفهم وقبيلة كندة بحماية القوافل التجارية،
*كذلك تمت الاستعانة بهم من قبل الدولة الاسلامية في عهد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين والفاطميين
*بالاضافة إلى أن الكثير منهم عاش في أرض صحراوية جافة، وكانت حياتهم تعتمد على آبار قليلة وبعض الأمطار وهذة الظروف أجبرتهم على التنقل للبحث عن الماء والكلأ والمرعى
*هذا كله جعلهم جزءاً بارزاً ومهماً من تاريخ المنطقة.
المراجع :
عالم المسند / ناصر صوال
المؤرخ / ابو صالح العوذلي
الأستاذ الباحث / عبدالكبير أحمدطه الهلالي وكتابه ( ملحمة بني هلال بين الماضى والحاضر )
الباحث المعروف / حسني السبياني