بداية استخدام المدرجات الزراعية في اليمن القديم:
تشير الدراسات الأثرية والجيومورفولوجية إلى أن المدرجات الزراعية بدأت بالظهور منذ الألفية الثانية قبل الميلاد تقريبًا (أي في العصر البرونزي المتأخر وبدايات العصر الحديدي). بعض الباحثين يرجعون بداياتها إلى حوالي القرن 12–10 ق.م مع نشوء الممالك اليمنية المبكرة، وارتبطت خصوصًا بازدهار الحضارة السبئية التي عُرفت ببناء سد مأرب وإدارة المياه.
أسباب استخدام المدرجات الزراعية:
1. الطبيعة الجبلية لليمن: معظم أراضي اليمن جبلية، ولا تصلح للزراعة المباشرة بسبب الانحدارات الشديدة. المدرجات حوّلت الجبال إلى مساحات زراعية مستوية.
2. مكافحة انجراف التربة: الأمطار الموسمية الغزيرة كانت تجرف التربة الخصبة، فجاءت المدرجات لتثبت التربة وتحتفظ بها.
3. إدارة المياه: المدرجات تعمل كخزانات صغيرة، تمتص مياه الأمطار وتوزعها ببطء، مما يسمح بري المحاصيل لفترة أطول.
4. زيادة الإنتاجية: بفضلها تمكّن اليمنيون من استغلال كل متر من الأرض الجبلية وزراعة محاصيل متنوعة مثل: الحبوب (قمح، شعير، ذرة)، البن لاحقًا، والفاكهة.
5. الاستقرار السكاني: المدرجات ساعدت على نشوء تجمعات سكانية مستقرة ومزدهرة، وأمنت الغذاء للمدن المزدهرة ولطرق التجارة الدولية (البخور واللبان).
👉 باختصار: المدرجات الزراعية بدأت في اليمن القديم في العصر البرونزي منذ أكثر من 3000 عام، وجاءت كحل عبقري لمشكلة الجغرافيا الصعبة والمناخ المتقلب، مما جعل اليمن من أكثر المناطق خصوبة في الجزيرة العربية
✍️ رياض الفرح
0 تعليق