تفاصيل المقابلة التي أجرها رئيس التحرير مع الشيخ / سالم الخارفي الهمداني شيخ مشايخ قبيلة همدان في العراق
السؤال الأول:
تعريف بقبيلتكم همدان في بلاد الرافدين ؟ وما هي أهم التحديات التي تواجهها قبيلتكم في الوقت الحالي؟ما هي أهم التحديات التي تواجه قبيلة همدان في العراق، خاصة فيما يتعلق بلم شمل أفراد القبيلة؟هل يمكنكم تحديد تاريخ معين لقدوم أفراد القبيلة من الوطن الأم اليمن إلى العراق؟
الإجابة:
لما بعث النبي (ص) الأمام علي عليه السلام إلى اليمن جمع همدان جوار قصر غمدان الشهير وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت همدان جميعها في يوم واحد، فكتب الأمام علي إلى رسول الله يبشره بإسلامهم، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب خر ساجدا، ثم رفع رأسه فقال: السلام على همدان، السلام على همدان)
كما قدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم مقطعات الحبرات مكففة بالديباج ، وفيهم حمزة بن مالك من ذي مشعار ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نعم الحي همدان ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجهد ومنهم أبدال وأوتاد الإسلام»
- قبيلة همدان في بلاد الرافدين تُعد واحدة من القبائل العريقة ذات الجذور التاريخية الممتدة عبر الزمن. تتألف القبيلة من مجموعة من البطون والعشائر التي يعود نسبها إلى جد أعلى، وتتشارك في الأرض والتاريخ والعادات. أفراد القبيلة يسكنون منطقة جغرافية معينة يعتبرونها وطنهم ويجمعهم ترابط اجتماعي وثقافي قوي.
أما التحديات التي تواجه القبيلة في الوقت الراهن فتتمثل في:
1. ضعف الموارد والخدمات الأساسية في بعض المناطق التي تعيش فيها القبيلة، ما يعوق التنمية.
2. ضغوط التغيرات الاجتماعية والسياسية التي تهدد النسيج الاجتماعي للقبائل.
3. النزاعات المحلية والإقليمية التي قد تؤثر على استقرار القبيلة وأمنها.
4. الحفاظ على القيم والأعراف القبلية الأصيلة وسط تأثيرات العولمة والتغيرات الثقافية.
- أهم التحديات التي تواجه قبيلة همدان في العراق، خاصة فيما يتعلق بلم شمل أفراد القبيلة؟
الإجابة:
بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه قبيلة همدان، يبرز تحدٍ كبير يتمثل في صعوبة لم شمل أفراد القبيلة في العراق. يعود ذلك إلى عدة عوامل:
1. انتساب بعض العائلات إلى قبائل أخرى: مع مرور الزمن وتحت تأثير الظروف السياسية والاجتماعية، انتسبت بعض فروع القبيلة إلى قبائل كبيرة مجاورة، وفقدت صلتها بنسبها الأصلي.
2. الهجرات والتشتت الجغرافي: نتيجة للهجرات الداخلية أو الظروف الأمنية، توزع أبناء القبيلة في مناطق متباعدة، ما أدى إلى ضعف الروابط القبلية بينهم.
3. ضعف التوثيق التاريخي: مع غياب التوثيق الكافي للأصول والأنساب عبر الزمن، أصبح من الصعب على بعض العشائر إثبات نسبها للقبيلة الأم.
جهودكم في هذا المضمار:
1. إحياء الروابط القبلية: قمنا بإطلاق مبادرات تهدف إلى تعزيز الروابط بين أبناء القبيلة وجمع الشتات من خلال اللقاءات والاجتماعات والاحتفالات المشتركة التي تجمع مختلف العشائر.
2. مشاريع التوثيق: نسعى إلى جمع وتوثيق الأنساب التاريخية لقبيلة همدان بالتعاون مع الباحثين والمؤرخين المهتمين بالتاريخ القبلي.
3. التواصل مع القبائل الأخرى: نعمل على استعادة العائلات التي انتسبت لقبائل أخرى من خلال الحوار والتواصل مع شيوخ القبائل المجاورة.
4. تعزيز الوعي: من خلال نشر الثقافة القبلية والتاريخية بين الشباب، نهدف إلى غرس الوعي بأهمية الحفاظ على التراث القبلي وتعزيز الانتماء للنسب الأصلي.
رغم هذه التحديات، نحن عازمون على توحيد القبيلة واستعادة هويتها الأصيلة في العراق، لأن القبيلة الواحدة القوية تمثل دعامة من دعامات الاستقرار الاجتماعي والوطني.
- تحديد تاريخ معين لقدوم أفراد القبيلة من الوطن الأم اليمن إلى العراق ؛
الإجابة:
تاريخ قدوم أفراد قبيلة همدان من اليمن إلى العراق يعود إلى فترات تاريخية قديمة و مختلفة، مع ارتباط وثيق بالأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة. يمكن تحديد أبرز المحطات التاريخية التالية:
عصور ماقبل الاسلام
1. عصور قديمة ماقبل الاسلام واثناء الفتوحات بعد الإسلام، لعبت قبيلة همدان دوراً بارزاً في هذة الفتوحات الإسلامية الكبرى، وخاصة في عهد الخلفاء الراشدين. كان الصحابة والتابعون من همدان من المشاركين في فتح العراق، واستقر العديد منهم هناك بسبب طبيعة المهام العسكرية أو لحاجتهم إلى الاستقرار في الأراضي المفتوحة، مثل البصرة والكوفة التي تحولت في عهد الامام علي عليه السلام إلى عاصمة للخلافة الاسلامية وهو الذي قال فيهم في قصيدة عصماء نذكر منها بعض الابيات :
تيمنت همدان الذين هم هم
إذا ناب خطبٌ جنتي و حسامي
وناديت فيهم دعوةً فاجابني
فوارس من همدان غير لئام
جزى الله همدان الجنان فإنهم
سمام العدى في كل يوم خصامي
لهمدان اخلاق ودينٌ يزينهم
ولينٌ إذا لأقوا وحسن كلامِ
ألا إن همدان الكرام أعزةً
كما عز ركن البيت عند مقامِ
فلو كنت بواباً على باب جنة ٍ
لقلت لهمدان ادخلوا بسلمِ
2. عهد الدولة الأموية والعباسية:
توسع الاستقرار الهمداني في العراق خلال عهدي الدولة الأموية والعباسية، حيث استوطنت القبيلة في المناطق الزراعية الخصبة والمدن الكبرى بسبب نفوذها في المجتمع الإسلامي ودورها في الإدارة والجيش.
3. فترات لاحقة (ما بعد سقوط الأندلس):
خلال العصور الإسلامية المتأخرة، وخاصة بعد سقوط الأندلس، عادت موجات صغيرة من القبائل اليمنية، منها همدان، للاستقرار في المشرق العربي، بما في ذلك العراق.
صعوبة تحديد تاريخ محدد:
بالرغم من هذه المحطات التاريخية المعروفة، من الصعب تحديد تاريخ دقيق موحد لقدوم جميع أفراد القبيلة، لأن القبائل اليعربية توسعت في أرضها المفتوحة منذوا الازل. وقد كانت قبيلة همدان جزءاً من حركة التوسع هذة حيث شملت المنطقة بأسرها من ضمنها بلاد الشام والعراق.
جهود في توثيق هذا التاريخ:
نعمل على دراسة المصادر التاريخية القديمة والإسلامية، وكتب الأنساب والفتوحات، لتحديد المزيد من التفاصيل الدقيقة. هدفنا ليس فقط تاريخ الحدث، بل أيضاً إبراز دور القبيلة في بناء الحضارة اليعربية والإسلامية في العراق.
السؤال الثاني: ما دور المشيخة في حياة القبيلة اليومية؟ وكيف يتم اختيار شيخ القبيلة لديكم، هل بالوراثة أم بالانتخاب؟ وما هي مهامه الرئيسية؟
الإجابة:
دور المشيخة في حياة القبيلة اليومية:
المشيخة تمثل العمود الفقري للقبيلة، حيث تلعب دوراً محورياً في:
1. الحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي واستقرار منظومة القيم والشيم والاسلاف والاعرف والتقاليد.
2. الفصل في النزاعات والخلافات بين أبناء القبيلة وبينها وبين القبائل الآخرى بما يضمن العدالة والسلم الاجتماعي .
3. رفع احتياجات ومطالب أبناء القبيلة إلى المسؤولين وولاة الأمر.
4. الإسهام في التنمية من خلال دعم المشاريع وتذليل العقبات التي تعترض أبناء القبيلة.
اختيار شيخ القبيلة:
اختيار شيخ القبيلة يتم بناءً على معايير تجمع بين الوراثة والانتخاب. فبينما تُعتبر الوراثة أساساً تقليدياً في تحديد القيادة، إلا أن هناك معايير جوهرية يجب أن تتوفر في الشيخ المنتخب أو المُعيّن:
1. أن يكون صاحب مكانة مرموقة وحكمة وحنكة عالية.
2. أن يتمتع بصفات الكرم والشجاعة وقلب كبير يخدم جميع أبناء القبيلة.
3. أن يمتلك القدرة على حل المشكلات التي تواجه أفراد القبيلة.
4. أن يكون صاحب نزاهة وعدالة، يقدم يد العون للمحتاجين ويزرع مشاعر الألفة والود بين الناس.
المهام الرئيسية للشيخ:
1. تمثيل القبيلة في المناسبات العامة والخاصة، وعند الجهات الرسمية.
2. تعزيز وحدة القبيلة وحمايتها من الانقسامات الداخلية والخارجية.
3. العمل كوسيط لحل النزاعات والتفاوض بشأن القضايا التي تهم أبناء القبيلة.
4. السعي في استقطاب المشاريع التنموية التي تفيد القبيلة وأرضها.
السؤال الثالث: ما هو دور القبائل العراقية، وخاصة قبيلة همدان، في حل النزاعات والخلافات؟
الإجابة:
لكل قبيلة عراقية، بما في ذلك قبيلة همدان، دورٌ محوري في حل النزاعات والخلافات الاجتماعية التي قد لا يستطيع القانون حلها بشكل كامل أو سريع.
1. الأعراف القبلية: القبائل تعتمد على أعراف وتقاليد عريقة لحل الخلافات، مثل الدية أو الفصل (التحكيم القبلي).
2. الدور التاريخي: منذ القدم، كان للقبائل تأثير بارز في تحقيق الاستقرار المجتمعي، وكانت تؤدي دوراً شبه قضائي في حل النزاعات الاجتماعية.
3. التوازن مع القانون: رغم التطور الحضاري والقانوني، لا تزال الأعراف القبلية تُكمّل دور القانون في تحقيق العدالة، حيث تتمتع القبائل بمكانة خاصة تُحترم من الجميع.
4. الحفاظ على الأمن الاجتماعي: شيوخ القبائل يعملون كضامنين لاستقرار المجتمع المحلي، وهو دور لن يتراجع مع الوقت.
السؤال الرابع: ما هي القيم والمبادئ الأساسية التي تؤمن بها قبيلة همدان، وكيف يتم نقلها إلى الأجيال الجديدة؟
الإجابة:
قبيلة همدان تؤمن بمجموعة من القيم والمبادئ التي تحكم سلوكيات أفرادها وتحمي ترابطها، وأبرزها:
1. الكرم والضيافة: استقبال الضيوف بكرم وحفاوة، ما يُعد رمزاً لأصالة القبيلة.
2. الاحترام والتقدير: احترام كبار السن وشيوخ القبائل، والتعامل مع الجميع بمودة وتقدير.
3. العدالة والإنصاف: التعامل مع القضايا بروح العدالة، لأن العدالة هي أساس الحياة الاجتماعية.
4. الشجاعة والإقدام: كونها من القيم الأساسية المطلوبة لتحمل المسؤوليات والصعاب.
5. الصبر والإيمان: القدرة على التحمل ومواجهة التحديات بإيمان راسخ بالله.
نقل القيم:
1. التنشئة داخل الأسرة: يتعلم الأبناء القيم منذ الصغر من خلال التربية اليومية.
2. الاحتفالات والتجمعات القبلية: تُعتبر مناسبة لتعليم الأجيال الجديدة معاني التقاليد.
3. القصص والأمثلة: يتم سرد قصص الأجداد وأبطال القبيلة لإلهام الأبناء.
السؤال الخامس: هل يمكن تسليط الضوء على المناضلين والأبطال في تاريخ قبيلتكم الذين يُعتبرون مصدر إلهام لأبنائكم؟
الإجابة:
قبيلة همدان قدمت عبر التاريخ رموزاً بارزة في النضال والدين والشجاعة كثيرة جداً ولا تحضرني الآن لكن نذكر منهم على سبيل المثال لا حصر :
1. مالك بن نمط الهمداني: أحد الصحابة الذين شاركوا في وفد همدان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2. عمار بن ياسر: الصحابي الجليل الذي عُذب في سبيل الإسلام واستشهد في صفين.
3. برير بن خضير الهمداني: أحد أصحاب الإمام الحسين، الذي استشهد في كربلاء وكان قارئاً للقرآن.
4. الحارث بن عبد الله الهمداني: من كبار التابعين وأبرز علماء عصره.
5. أبو محمد طلحة بن مصرف اليامي: تابعي جليل وسيد قراء الكوفة.
هؤلاء الأبطال يمثلون القدوة في الإيمان والشجاعة والتضحية، ويُعدّون مصدر إلهام للأجيال الجديدة للحفاظ على عراقة القبيلة.
السؤال السادس: ما هي التقاليد والاحتفالات المميزة لقبيلة همدان؟
الإجابة:
تتميز قبيلة همدان بعدد من التقاليد والاحتفالات التي تُظهر عراقتها، مثل:
1. الاحتفاء بالمناسبات الاجتماعية: كالأعراس وحفلات الزواج التي تتميز بالكرم والضيافة.
2. المناسبات الدينية: الاحتفاء بالمناسبات الإسلامية وتكريم الأبطال الوطنيين والدينيين من أبناء القبيلة.
3. اجتماعات القبيلة الموسمية: حيث يتجمع أفراد القبيلة لبحث أمورهم الاجتماعية والسياسية.
4. الاحتفالات الوطنية: إبراز دور القبيلة في الحفاظ على وحدة العراق من خلال المشاركة الفعّالة في المناسبات الوطنية.
هل لديك كلمة تريد قولها في الاخير
؟
نقدر جهودكم العظيمة في توثيق التاريخ والإث اليعربي المجيد والخالد
ونتمنى لكم التوفيق والنجاح المستمر
0 تعليق